لكي نكون صريحين يجب ان ننظر الى المرأة انها كائن كبير .... ونقول لها : إلى تاء التأنيث الساكنة انتِ جزء لا يتجزأ من المجتمع حيث إنتِ الركن الأسِاسي والعمود الثابت ولا يمكِن ان تُمسَ بشعرةٍ ولاتجعلي الحرب تندلع بينكِ وبين أحدهم انتِ اشبة بالمعجرة الثامنة .

 

وانتِ من شهد القرآن على كيدها ولكِ دور مهمًا في المجتمع عن تنفيذ حقوقها الإجتماعية والاقتصادية والثقافية والحقوق السياسية التي تمتعها بالأهلية الكاملة كالحق في التعليم وابداء الرأي والعمل ولها حق في الذمة المالية المستقلة .

 

لأنها جوهرة لأمعة في وسطِ مجتِمع مظلمُ ولها الحق في العيش دون التعرض لها للظلم او العنف يتطلب الوقوف معها في كل الاوقات .

 

ولأن مثل غيرها من الادوار فأن دورها مهم جدًا من ناحيةً مشاركتها المؤثرة في الشؤون الدينية والمجتمعية ولها حق التعبير عن القضايا الدينية مثل غيرها من القضايا التي تهتم بها، سواء في المشاركة او التفاعل مع القيادة الروحية وحتى يمكن لها ان تكون قائدة روحية وملهمة في المجتمع وتدعم التعليم والتوعية الدينية مثل مساهمتها الاخرى الكثير التي تساهم في تنمية المجتمع .

 

ولكي نعرف اهمية دورها في هذا المجال - التوعية والارشاد الديني - يجب ان نعرف ونقر بأهمية دورها - المرأة - في تعزيز السلم المجتمعي و العمل على تحقيق المساواة بين الجنسين واحترام حقوق الإنسان .

 

هذا الامر هو ما يتطلب ان يتم تعزيز دورها في التحالفات والشراكات المجتمعية والسياسية والدينية والثقافية وان يتم منحها الدعم الكافي لكي تلعب دورًا مهما في بناء التحالفات المجتمعية التي تعمل على تعزيز السلم والتسامح والتعايش السلمي .

 

ينبغي ان ان نتحقق من ام كلمة "حريّة" التي يتبادر في اذهان الناس أنّها الانحلال والبعد عن القيم، بخصوص المرأة ليست مسألة صحيحة لان التحرر للمرأة و دعمها للمشاركة في المجالات التي تم الاشارة اليها يعني " الانعتاق من الاستعباد والذل " .

 

لذلك عندما ترد كلمة "حقوق المرأة" يتبادر إلىٰ أذهانهم أن تصبح المرأة رجلًا مع إلغاء الجنس الآخر، يجب ان نتحرر من هذه الصورة السلبية وننظر الى الكون كيف ان جماله يكون اجمل بتساوي الادوار لكلا الجنسين في بناء المجتمع و تربية جيل واعي وبلد مستقر.

 

عليه فان دعم ومساهمة المرأة في بناء المجتمع بدءا من تطوير قدراتها في التعليم و التربية والثقافة وحرية الدين والمعتقد تعني في الحقيقة إثبات الحقوق لها وعدم سلبها منها، وإلغاء التمييز العنصريّ حسب الجنس، وإلغاء الاضطهاد والعنف، وعدم تحجيمها وحرمانها ومنعها من فرص العمل والحياة والمشاركة في البناء والإنتاج، وعدم منعها من رفع كفاءتها وثقتها بنفسها وقدراتها، وعندما يتم النظر الى المرأة الصورة الصحيحة يعني ان يتم تفعيل مشاركتها لأداء الأدوار ذات القيمة في المجتمع، أي باختصار: أن تُعامل كإنسان ولها القدرة على تولي المسؤولية .