بتاريخ 27/10/2024 وفي بادرة مميزة تحمل رسالة التآخي والتعايش السلمي، نظّمت منظمة بارسا للتنمية المستدامة زيارة إلى معبد لالش في قضاء شيخان، وشارك فيها عشرون شخصاً يمثلون مختلف المكونات العرقية والدينية في مدينة كركوك. وتضمّنت الوفود شباباً وإعلاميين وناشطين من العرب، الكورد، التركمان، الكلدان، الآشوريين، الصابئة المندائيين، والكاكائيين، الذين اجتمعوا في هذه الزيارة التاريخية لمدّ جسور المحبة والسلام وتعزيز التفاهم المشترك بين مكونات المجتمع الكركوكي.

 

حوار مفتوح داخل المعبد:

بعد استقبال الوفد بحفاوة من قِبل المجتمع الإيزيدي، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: مجموعة من الشباب، وأخرى من الإعلاميين، وثالثة من الناشطين، لإتاحة فرصة أكبر للتفاعل بين المشاركين والتبادل الثقافي. داخل أروقة معبد لالش الذي يعد مركزاً روحياً وقدسياً لأتباع الديانة الإيزيدية، أقيم حوار مفتوح استمر لمدة ساعتين، حيث تم استعراض تعاليم ومبادئ هذه الديانة التي تدعو إلى التسامح والعيش المشترك.

خلال الجلسة، أبدى الحاضرون إعجابهم برحابة صدر المجتمع الإيزيدي واستعدادهم الدائم للتواصل، في حين أكد المشاركون أهمية مثل هذه المبادرات التي تسعى لتعميق فهم الأديان المختلفة وتعزيز الاحترام المتبادل. كما أشاروا إلى الدور المحوري للإعلاميين والشباب في نشر الوعي المجتمعي حول القيم الإنسانية المشتركة، وأشادوا بأهمية الحوار الديني في كسر الحواجز وإزالة التوترات.

 

رسالة سلام:

بعد انتهاء الزيارة، عبر المشاركون عن رغبتهم إلى تكثيف الجهود أكثر من أجل إيصال رسالة السلام والتعايش التي حملوها معهم من معبد لالش. وعبرو عن مشاعرهم من عمق التجربة التي خاضوها. تهدف هذه الحملات إلى تسليط الضوء على أهمية التماسك الاجتماعي ونشر الوعي حول قيم العيش المشترك، إضافة إلى التأكيد على أن كركوك بكل مكوناتها هي نسيجٌ غني يعزز من وحدة الوطن وقوته.

 

ختام الزيارة وأثرها في تعزيز الروابط بين المكونات:

تأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه أهمية مثل هذه الأنشطة التي تجمع بين الشباب والنشطاء من مختلف الأطياف. وقد أظهرت التجربة أن التعرف على الآخر وفهم ثقافته ودينه يساهم في تعزيز التماسك المجتمعي وتقوية روابط المحبة والتعاون، بما يصب في تحقيق السلام والاستقرار في العراق بشكل عام.

 

وختاماً، تثمن منظمة بارسا للتنمية المستدامة جهود جميع المشاركين وتؤكد استمرارها في تنظيم مثل هذه المبادرات التي تساهم في تعزيز جسور التواصل بين المكونات المختلفة، على أمل أن تتواصل هذه الزيارات والفعاليات التي تشجع على وحدة الصف ونبذ التفرقة، ليبقى معبد لالش رمزا للسلام والتسامح في المجتمع العراقي.

 

ويذكر ان هذا النشاط نفذته منظمة پارسا للتنمية المستدامة بالشراكة مع منظمة السلام والحرية وضمن منح مشروع جسرا التشاركية (PGM in JISRA)