في إطار مبادرة تهدف لتعزيز التعايش السلمي وفهم الأديان المتنوعة في العراق، نظمت منظمة الجيل للتنمية البشرية سلسلة زيارات ميدانية إلى دور العبادة، شملت معبد الصابئة ومسجد يوسف الصديق وكنيسة مار أفرام السريانية. سعت هذه المبادرة لتقوية العلاقات والتفاهم بين مختلف المكونات الدينية والمجتمعية، وذلك عبر لقاءات مفتوحة مع رجال الدين من مختلف الأديان، الذين رحبوا بمشاركة مختلف الأطياف في رحاب دور عبادتهم.
زيارة معبد الصابئة: دعوة للسلام والتعايش
في 24 أكتوبر 2024، كانت أولى الورشات الميدانية بزيارة معبد الصابئة، حيث قدم وكيل شيخ المعبد كلمة ترحيبية، أوضح فيها أن الديانة الصابئية تدعو للتوحيد والسلام والمحبة، مشددًا على قيم العيش بسلام ونبذ الكراهية واحترام الآخر. كما قدم شرحًا عن المناسبات الدينية والطقوس الخاصة بالصابئة، ما أتاح للمشاركين فرصة التعرف على أحد الأديان السماوية التي تشدد على العيش بسلام مع الآخرين. أبدى المشاركون، خاصة من غير الصابئة، ارتياحهم لما سمعوه من دعوات التعايش السلمي من وكيل شيخ المعبد، وذكروا أنها كانت فرصة ثمينة للتعرف على تعاليم هذا الدين عن قرب.
زيارة مسجد يوسف الصديق: الإسلام وتعاليم التعايش
في 23 أكتوبر 2024، تمت زيارة مسجد يوسف الصديق، حيث استقبل شيخ المسجد المشاركين بترحاب، وأكد لهم أن الإسلام يدعو للتعارف والسلام، ويؤكد أن القرآن الكريم يخاطب جميع الناس دون استثناء، مشيرًا إلى أهمية الاحترام المتبادل والتقوى كأساس للتعامل بين الأفراد. وناقش شيخ المسجد أيضًا دعوات الدين الإسلامي لمحبة جميع الأنبياء، وأن الاختلاف في الأديان لا يشكل عائقًا أمام التعايش السلمي بل دعوة لاحترام الجميع. وقد أشاد المشاركون بفرصة الاستماع إلى مثل هذه الكلمات الداعية للتسامح، وأكد بعضهم أنهم لم يسبق لهم دخول مسجد للمسلمين، وكانت التجربة بالنسبة لهم جديدة ومثرية.
زيارة كنيسة مار أفرام السريانية: رسالة السلام والمحبة
في 29 أكتوبر 2024، شهدت الورشة الثالثة زيارة إلى كنيسة مار أفرام السريانية، حيث رحب وكيل القس حنا بالضيوف وأكد أن الكنائس بيوت للجميع وليست للمسيحيين وحدهم، مشددًا على أن الديانة المسيحية، كسائر الأديان السماوية، تدعو للمحبة والسلام ونبذ الطائفية. وبيّن أن رسالة المسيح تشمل مساعدة الآخرين بغض النظر عن المعتقد، مع التركيز على التسامح والتواضع ونبذ الكراهية. وقد لقيت كلمات وكيل القس ترحيبًا واسعًا من المشاركين، خاصة أنهم أشاروا إلى أن هذه كانت زيارتهم الأولى للكنيسة وأن المعلومات التي قدمها لهم كانت جديدة.
تم تنفيذ كافة الورشات وفقًا للخطط المرسومة، بتنسيق فعال مع رجال الدين والأطراف ذات العلاقة، والذين أبدوا دعمهم ورغبتهم بالمزيد من النشاطات المشابهة. وقد اقترح المشاركون تكرار هذه الزيارات وتوسيعها، من أجل تعزيز فهم الشباب للأديان والمعتقدات المختلفة، لبناء جيل متسامح وواعٍ بأهمية التعايش السلمي.
ختامًا، أكدت هذه الزيارات أن جميع الأديان السماوية تدعو إلى المحبة والسلام، وأن التفاهم المتبادل بين أطياف المجتمع هو حجر الأساس لبناء مجتمع متماسك يسوده الاحترام والوئام.
ويذكر ان هذا النشاط أقامته منظمة الجيل للتنمية البشرية بالشراكة مع منظمة السلام والحرية وضمن منح مشروع جسرا التشاركية (PGM in JISRA)